عباد القمر: التغريبة الألمانية

عباد القمر: التغريبة الألمانية


موقع كتبنا

moon

 موقع كتبنا

رواية للكاتب المصري محمد حسان عاشور، صدرت عن دار حور سنة 1999، وتتكون من 56 صفحة، ويمكن إدراجها في خانة أدب المهجر أو الاغتراب، لأن مضمونها يتمحور بشكل كبير عن حياته و أيامه بألمانيا، حيث يعيش هناك منذ 1992، ويمكن القول أن أحداث الرواية خرجت من ثنايا غربته هناك، وتجاربه العديدة ما بين الدراسة، وحياته مع صديقته المصرية الألمانية، واحتكاكه بالعديد من الجنسيات التي تعيش معه في بيته، كصديقته الألمانية ذات الأصول المصرية، وشركائه في السكن، ثم أصدقائه وزملائه من مصر والمغرب وروسيا وبلدان أخرى، رواية متعددة الجنسيات وألمانية المكان، والبطل هو الكاتب، يعيش وينقل تفاصيل اغترابه ويستمتع بتجاربه، محتفظا بوفائه لمصر، حيث يبدأ روايته بهذه الجملة “في الطائرة، كل شيء لامع مرتب ونظيف، ولكنني كنت أرتقب تفل الشاي…وأتسمع صوت الطاولة النحاسية..في الحسين”∙

ثم يستهل في الحديث عن أول أيامه في ألمانيا، ومبيته في أول ليلة مضيئة مع صديقته ليلى، مشاهدته لفيلم لجيم جامروش مع شريكه في السكن الألماني، قلقه من النازيين الجدد، قلقه من الأحكام التي من الممكن أن تطلق عليه إذا رآه أحدهم يشاهد برنامجا ذو محتوى جنسي، أو إذا تصرف بشكل غير لائق مع إحداهن، لكنه يتخطى كل ذلك وتمر سنواته الأولى مع ليلى والآخرين، ستكون هذه السنوات فترة المغامرات واكتشاف العالم الأوروبي الجديد بالنسبة لعربي، والحياة بحرية مطلقة، إلى أن يقرر العودة إلى مصر بصحبة صديق آخر، سبع سنوات عجاف بدون مصر “لكنها بتجيني كل ليلة” كما يقول في الرواية، ويظهر ذلك في ذكرياته عبر الصفحات، وبعض العبارات والكلمات المستخدمة باللهجة المصرية، حتى أن البعض يناديه هناك ب”مصري”، بلده حاضرة تقريبا في كل الرواية وتشغل آخر صفحاتها، حيث يلاحظ التغييرات التي طرأت عليها عند وصوله لمطار القاهرة، فلا يجد مثلا ضابط الأمن هناك تزامنا مع صلاة الجمعة، ورغم الزحام الشديد والرطوبة العالية، إلا أن الكاتب لا يخفي فرحه بوصوله لأرض الوطن∙

أسلوب الرواية سلس وبسيط، هناك بعض الأخطاء ربما بحكم أنها أول رواية ودار النشر لم تهتم كثيرا بالتدقيق اللغوي، إلا أن الكتابة عن تجربة الاغتراب مهمة ورغم مرور زمن عن صدور الرواية، إلا أن أي مغترب في أي زمان ومكان سيجد نفسه في تفاصيلها∙

الرواية متوفرة الآن رقميا على موقع وتطبيق كتبنا