عمو أودولف

عمو أودولف

11136690_10152720132195919_7230147012514986958_n

في الحجرة الملحقة بعنبر الرعاية المركزة, حجرة استراحة بها سريران وشباك مفتوح على فضاء مليئ بالسحاب والطيور المسافرة والنجوم وأطراف صلبان الكنائس العتيقة. الفخمة.

جلست بجوار النافذة الكبيرة أرقب شمساً لم تظهر وليلاً بدأ في الزحف مبكراً, غريب في ليلة رأس السنة في حجرة العناية الفائقة بالطابق الحادي والعشرين في بلد ليس لي فيه غير طفلين مراهقين وعم أودولف رفيق حجرة الاستراحة.

حضرت البنت والولد ليحضرا معي ليلة السنة, بحزم قررت أن أنام مبكراً وأن يذهبا لحال مرحهم وسبيلهم مع أقرانهم في عالمهم, وهما يودعانني سمعنا زومة مكتومة التفتنا نحو سرير عم أودولف كان الرجل الطويل جداً العجوز جداً منكمش على نفسه مرتعشاً يجز على اسنانه, تركتني البنت واتجهت نحوه.و

_ حضرتك عايز مساعدة؟

نظر لها متوسلا بعينيه

جرى الولد في الممر

حضر الأطباء والممرضون

وتم انقاذ أودولف من نقص حاد بالسكر

خرج الجميع وبقيت معه.

سألني : كنتوا بتتكلموا لغة ايه؟

_ عربي .. مصري

_بيراميدن .. نايل  .. جمال عبد الناصر

+ نجيب محفوظ

_ معرفوش

صمت الرجل للحظة

دعوته لزيارة القاهرة وسأحتفي به وألف به شوارع وبازارات مصر والحسين.

همس ضاحكاً : يمكن أكون مت.

قمت من مكاني هاتفاً فيه بثقة : السنة الجاية هاعدي عليك في راس السنة وننزل الشارع يفرقع صواريخ ونرقص لحد الصبح ما يطلع.

ضحك من قلبه ولمعت عيناه  وسألني: والبنات؟

ضحكت : انت حر كل واحد في حاله ياعم النمس

همس وايه رأيك نتقابل قبلها بكام يوم نشرب قهوة في البلكونة

وافقت

سالني: مسافر امتي.

+ بعد يومين

_ هاتيجي المانيا امتى تاني؟

زي اليومين دول

_ بس اوع تيجي المستشفى خليك شديد

+ وانت كمان ياعم أدولف

جلسنا صامتين نرقب

 الصواريخ بالوانها التي كانت تنعكس على الزجاج

وتلمع بقاياها على القلوب والعيون

محمد حسان
مولهايم رور _ المستشفى الانجيلي شمال الراين

الرابط