عندما تضحك لينا

عندما تضحك لينا11212754_10152758605190919_1817995795277632755_n

كنت غريباً
في الحجرة الطبية المعقمة التي تماثل شبيهتها في ألمانيا
وقفت ساكناً ألملم خيوط الشجاعة المتناثرة المتداخلة
وقف الطبيب الألماني المصري شريف حمزة بجوار مساعدته الألمانية وأمامهما الوالدة
التي ستلد بعد قليل
وأقف بينهما في نشاز عن المألوف
____________
آخر حدودي أيام الصياعة كانت غزو منطقة المهندسين قادماًّ من ميت عقبة مع ابراهيم ابو مسامح ومصطفى السيد
نرتع في كل شبر ولكننا لم نفكر أن هناك حياة أخرى وشوارع خلف مسجد مصطفى محمود
وها أنا أعود وأدور في شوارع ما خلف مستشفى ومسجد مصطفى محمود عن مستشفى الولادة
وابحث عن شارع ربما كان النخيل وربما كان الأعناب وربما الزهور
_________________
دفعني الطبيب برفق بعيداً عن منطقة عمله
وقال بسماحة وحزم بالالمانية  حتى تسمع الزوجة
اديها ذراعك نعضه بدل ماتصوت وتشتمك
انصعت للأمر وكأن كل ما يقوله الطبيب هو خلاصة الحكمة
تجربة شديدة القوة
أن ترى بعينيك مولودتك وهي تخرج للحياة مغمضة العينين كقطة بريئة
منزلقة لعالم لا يد لها ولا لي  فيه
خرجت لينا بين يدي الطبيب الذي ناداني
تعال
تحب تقطع الحبل بنفسك
هززت رأسي وبيد مرتعشة أتممت المهمة
ضحك الطبيب ثانية
مراوغاً
ولكن باللغة العربية هذه المرة
تعرف المولود طلع ولد
هبط قلبي من صدري
مرعوباً من فكرة أن تصير لينا التي حلمت بها شهوراً طويلة ولد
ولكنه باغتني بضحة وقال
ماتزعلش رجعتهالك بنت
وضحك طويلا
وضحكت الأم من بين آلامها
ولكنني صمتُ
ولم أكن وحدي كانت بين يدي لينا أنتظر اشراق أول ابتساماتها وضحكاتها
من يومها
لا أشعر بالوحدة عندما تضحك لينا


الرابط