الرجل ذو الجلباب الصعيدي الأسود والعمامة الخضراء
الرجل ذو الجلباب الصعيدي الأسود والعمامة الخضراء
لولا زَكَّة بسيطة
من قدمه اليسرى
تجعلك تنتبه للرجل ذي الجلباب الصعيدي الأسود والعمامة الخضراء
وبرغم حضور فراستك لن تلحظ أنه تجاوز الثمانين وبدأ عامه التسعين
كان يعبر الطريق ممسكاً بيد ولده الصغير الأخير الذي مازال بالكُتَّاب ولم يصل بعد لسن الدراسة الالزامي
في عبور الرجل الطريق وولده
التقيا في الجانب المقابل بقَس
بملايسه السوداء
وبلحيته البيضاء
تحاضنا وتبادلا حديثاً طويلا كانت عيونهما ثابتة متواجهة
يكاد يرى النور أيَ عابر بجوارهما
تصافحا بثبات
ثم عادا وتبادلا الأحضان
لم يلحط الصبي ولم يتبين الا جملة في أمان الله التي قالها القس
وجملة السلام عليكم ورحمة الله التي قالها الصعيدي
سأل الصبي أباه: هل تعرق الرجل من قبل؟
أجاب الأب: أو مرة أشوقه. ,,, ثم أضاف بجدية .. هِم شوية لو عاوز نتغدى ونلحق الضهر حاضر في سيدنا الحسين.
سار الولد بجدية في الرحلة الأسبوعية سيراً على الأقدام من ميت عقبة لسيدنا الحسين
وعيناه تتابعان العربات الكارو التي ملأت شارع أحمد عرابي .
وعيناه تتابعان العربات الكارو التي ملأت شارع أحمد عرابي .