أعلم تماما أنني أحبك

قصة قصيرة ..


 

أعلم تماما أنني أحبك
 
أعلم تماما أنه كلما نادى الشغالة (من فضلك ياستي) سترتعب الحبيبة وتذكره بخصامها لأهلها وتجاوزها فارق السن بينهما لتكون سيدته الأولى والوحيدة وسيرتبك هو محاولا شرح تاريخ طويل مع لفظ ستي و خجله من السيدة التي تنظف المنزل من بقاياه مقابل أجر لا مقابل حب كما تعود وتربي في الصعيد
 
وأعلم أيضا أنه سيحاول لكنه لن ينطق بكلمة أمام حبيبته التي سيتعمق داخلها جرح غامض ودفين عن الرجل الذي تركت كل العالم من أجله وهاهو يتردد في فض مكنون قلبه أمامها
 
أعلم تماما أن ما سبق لن يحدث لأنه ببساطه, يوم أن قررت الخروج من امتحان السنة النهائية الى شقته ليتزوجا كان قد أغلق الباب بالمفتاح من الداخل وتركه في القفل ولم يرد على تليفوناتها
 
وأعلم أنه أيضا لم يفتح الباب أبدا الى أن اشتكى الحيران من رائحة نفاذة قادمة من شقته وأعلم ايضا أنه ربما كان قدغادر الشقة ليلتها وسافر الى الإسكندرية معشوقته التي كتب فيها قصائد حب أكثر مما كتب في حبيبته. ساندوتش فول من عند محمد أحمد وقزازة بيرة على البحر ستغسل الهموم – أعلم ذلك وربما أكثر لكن حرصي علي الفرار من المأساة قررت أن أعلم – ونعلم سوياً أنه التقاها في الإسكندرية على مقهى التجارة بعدما قررت أن تنهي حاتها في البحر في النقطة التي التقيا فيها أول مرة, وتصالحا وسارا متشابكي الأيدي وعند باب المأذون همست في أذنه … طلبي الوحيد …قاطعها : أن …تكوني سيدتي الوحيدة… أعلم ذلك تماماً.